<br />شهدت بطولة باوليستا في البرازيل واحدة من أكثر لحظاتها إثارة للجدل هذا الموسم، حيث أُقصي نادي سانتوس من نصف النهائي بعد خسارته أمام كورينثيانز بنتيجة 2-1 في لقاء دراماتيكي، لم يكن سببه فقط الأداء على أرض الملعب، بل أيضًا غياب النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا جونيور عن المواجهة.<br /><br /><strong>نيمار.. بطل النهائيات الذي غاب في اللحظة الحاسمة</strong><br /><br />منذ ظهوره الأول في بطولة باوليستا، ترك نيمار بصمته واضحة، حيث شارك في خمس نسخ سابقة من البطولة، ونجح في الوصول إلى النهائي في جميعها، محققًا اللقب ثلاث مرات أعوام 2010 و2011 و2012، بينما خسر النهائي مرتين عامي 2009 و2013 أمام كورينثيانز نفسه.<br /><br />وفي نسخة هذا العام، كان عشاق سانتوس يمنّون النفس بأن يقودهم نيمار إلى النهائي لأول مرة منذ 2016، خاصة أن الفريق كان أمام اختبار صعب ضد كورينثيانز، الذي لم يعرف الخسارة على ملعبه "نيو كيميكا أرينا" هذا الموسم. ولكن، وعلى غير المتوقع، غاب نجم الفريق عن المباراة رغم تواجده على دكة البدلاء، ما أثار جدلًا واسعًا بين الجماهير ووسائل الإعلام.<br /><br /><strong>الغموض يلف غياب نيمار رغم تواجده في قائمة المباراة</strong><br /><br />قبل انطلاق المواجهة، بدت الأمور غامضة بشأن مشاركة نيمار، حيث أكدت التقارير الأولية أنه سيكون على دكة البدلاء كإجراء احترازي. ومع ذلك، أثارت مشاهدته خلال عمليات الإحماء تكهنات حول إمكانية نزوله إلى أرض الملعب إذا احتاجه الفريق. ولكن مع مرور الدقائق واستمرار تأخر سانتوس في النتيجة منذ الدقيقة 56، أصبح واضحًا أن نيمار لن يشارك، وهو ما أثار تساؤلات عديدة.<br /><br /><strong>هل ضحّى نيمار بسانتوس من أجل المنتخب البرازيلي؟</strong><br /><br />بعد الإقصاء، تصاعدت الانتقادات حول سبب غياب نيمار، حيث ذكرت وسائل إعلام برازيلية أن اللاعب لم يكن مصابًا فعليًا، بل كان يعاني من "انزعاج عضلي" فقط، ما دفع الطاقم الطبي للمنتخب البرازيلي إلى التدخل وطلب عدم مشاركته للحفاظ عليه قبل مباراة كولومبيا بعد 11 يومًا ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم.<br /><br />هذا القرار أثار غضب جماهير سانتوس، الذين اعتبروا أن المنتخب الوطني حرَم الفريق من خدمات نجمه في لقاء مصيري. من جهته، حاول المدرب بيدرو كايشينيا تهدئة الأوضاع بتصريحات أكد فيها أن غياب نيمار لم يكن مرتبطًا بالمنتخب، بل بحرص الجهاز الفني لسانتوس على سلامة اللاعب.<br /><br />وقال كايشينيا: "الشيء الوحيد الذي فكرنا فيه هو أن نيمار لم يكن مرتاحًا بدنيًا. نحن نركز على سانتوس وليس المنتخب. ومع هذا الشعور، لا يمكننا المخاطرة باللاعب. عندما يشعر اللاعب بأي انزعاج، فإن احتمالية تعرضه لإصابة خطيرة تزداد".<br /><br /><strong>نيمار يخرج عن صمته ويوضح موقفه</strong><br /><br />بعد تصاعد الجدل، اضطر نيمار إلى إصدار بيان عبر حسابه على "إنستغرام" ليوضح موقفه من الغياب عن المباراة. وقال نيمار في رسالته: "كل ما كنت أريده هو التواجد في الملعب ومساعدة زملائي بأي طريقة ممكنة، لكن يوم الخميس الماضي شعرت بانزعاج عضلي، وهذا ما جعل مشاركتي اليوم غير ممكنة".<br /><br />وأضاف: "أجرينا فحوصًا طبية، لكن للأسف شعرت بعدم الراحة مرة أخرى. هذا جزء من كرة القدم، لم ننجح في التأهل اليوم، لكننا سنعود أقوى من قبل لمواصلة القتال وتحقيق أهدافنا".<br /><br /><strong>صدمة جماهير سانتوس وخيبة أمل كبيرة</strong><br /><br />بالرغم من توضيحات نيمار والجهاز الفني، لم تهدأ ردود الفعل بين جماهير سانتوس، حيث اعتبر العديد منهم أن الفريق لم يحظَ بالدعم الكافي من نجمه الأول في هذه المباراة المهمة، وأنه كان بإمكانه المشاركة حتى ولو لعدة دقائق لإحداث الفارق.<br /><br />من جهته، احتفل كورينثيانز بالتأهل إلى النهائي في انتظار الفائز من مواجهة بالميراس وساو باولو، بينما يبقى سانتوس وجماهيره في حالة من الإحباط بعد الخروج المؤلم، وسط تساؤلات حول مستقبل نيمار ومكانته في الفريق في المرحلة المقبلة.<br /><br /><strong>ختامًا.. هل يستحق نيمار الانتقادات؟</strong><br /><br />تظل مسألة غياب نيمار في مثل هذه المباريات المصيرية محل جدل دائم، بين من يرى أن اللاعب كان يجب أن يغامر باللعب لمساعدة فريقه، وبين من يؤيد قرار حمايته من تفاقم الإصابة قبل التزاماته مع المنتخب. ولكن الأكيد أن هذه الواقعة ستظل حديث الجماهير والإعلام البرازيلي لفترة طويلة، في انتظار ما ستكشفه الأيام القادمة حول تأثيرها على مستقبل اللاعب مع سانتوس.