<p>تتجلى أسمى معاني العطاء والتفاني في خدمة الآخرين بين أروقة <a href="https://www.alyaum.com/articles/6583203/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D9%86%D8%AD%D9%88-5-%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%AC%D8%A8%D8%A9-%D8%A5%D9%81%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A%D9%86" target="_blank">المسجد الحرام</a>، حيث يؤدي أفراد الكشافة السعودية دورهم الإنساني والوطني في مساعدة ضيوف الرحمن خلال موسم العمرة، مقدمين نموذجًا مشرفًا للعمل التطوعي.</p><h2>مساعدة معتمرة تعثرت بصحن الطواف</h2><p>فمع كثافة أعداد المعتمرين الذين يفدون إلى بيت الله الحرام من شتى بقاع العالم، يبذل الكشافون جهودًا جبارة لضمان راحتهم وتقديم المساندة لهم في مختلف الظروف، وهو ما يجعلهم في مقدمة المتطوعين الذين يجسدون روح الأخوة والتكافل.</p><p>في أحد هذه المواقف الإنسانية المؤثرة، كان القائد الكشفي عبدالله عدنان فقيها يؤدي مهامه في <a href="https://www.alyaum.com/articles/6583398/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85/%D9%85%D9%86%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%AA" target="_blank">خدمة المعتمرين</a> بالقرب من صحن الطواف، عندما شاهد <a href="https://www.alyaum.com/articles/6583432/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85/%D8%A5%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D9%85%D9%86%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%B2-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%85-%D8%A5%D9%84%D9%8A%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B7" target="_blank">معتمرة تركية</a> تتعثر وتسقط على الأرض، متأثرة بإصابة في رأسها.<br />لم يتردد لحظة في التدخل، فاقترب منها بسرعة ليتأكد من حالتها الصحية، متبعًا ما اكتسبه من مهارات إسعافية خلال تدريباته الكشفية. وبكلمات طمأنة بلغة الإشارة وبعض العبارات الإنجليزية، حاول تهدئتها وتخفيف توترها، بينما كانت علامات الألم ترتسم على وجهها.<br /> </p><p>في ذات اللحظة، قام عبدالله بالتواصل مع فرق هيئة الهلال الأحمر السعودي لإبلاغهم بالحادث، وبقي بجوارها حتى وصول المسعفين، الذين أجروا الإسعافات الأولية لها.<br />لم يكتفِ بذلك، بل أصرّ على مرافقتها إلى العيادة الطبية داخل الحرم، حيث تلقت الرعاية اللازمة. وأثناء وجودها هناك، استمر في تقديم الدعم النفسي لها، مؤكدًا أن وضعها مستقر وأنها ستتمكن قريبًا من إكمال عمرتها. وعندما تحسنت حالتها، عبرت المعتمرة عن امتنانها العميق لهذا التصرف الإنساني، مشيرة إلى أن هذه اللحظة ستبقى محفورة في ذاكرتها، خاصة أنها عاشت هذا الموقف في أطهر بقاع الأرض. بابتسامة رضا وطمأنينة، ودّعها عبدالله بعدما تأكد من أنها أصبحت قادرة على متابعة مناسكها، ليعود مجددًا لمواصلة دوره في خدمة الآخرين بكل إخلاص وتفانٍ.<br /> </p><h2>إعادة طفل صغير لأسرته</h2><p>وفي مشهد آخر يعكس يقظة أفراد الكشافة وحسهم الإنساني، كان الكشاف راشد بندر الزهراني في ساحة الحرم عندما لاحظ طفلاً صغيرًا يبدو عليه الارتباك والخوف، يسير وحده بين جموع المعتمرين. وبحسه المرهف، أدرك راشد أن الطفل أويس عبدالله، من جمهورية مصر العربية، قد فقد أسرته أثناء الطواف، فتوجه إليه بلطف، وانحنى لمستواه، متحدثًا معه بصوت هادئ ليطمئنه ويمنحه الشعور بالأمان.</p><p><br />ببراعة وذكاء، بدأ الكشاف بجمع المعلومات الضرورية عن أسرة الطفل، ومن خلال التنسيق مع الجهات المختصة، تمكن من التوصل إلى والده الذي كان يبحث عنه بقلق شديد.<br />وعند لحظة اللقاء، لم يتمالك الأب دموعه وهو يحتضن ابنه بحب وامتنان، معبرًا عن شكره العميق للكشاف راشد ولكل الكشافين السعوديين الذين يسهمون في تسهيل رحلة المعتمرين، مؤكدًا أن هذا الموقف سيظل ذكرى لا تُنسى بالنسبة له ولعائلته.<br /> </p><h2>مساعدة مسن فقد مجموعته</h2><p>أما الكشاف محمد مهدي الحارثي، فقد قدم نموذجًا آخر للروح الإنسانية التي يتحلى بها أفراد الكشافة، حيث لاحظ أثناء تأديته لمهامه التنظيمية في صحن المطاف رجلاً مسنًا، يبلغ من العمر ثمانين عامًا، يقف في حيرة وقلق واضح.<br />اقترب محمد منه وسأله برفق إن كان بحاجة إلى مساعدة، ليكتشف أنه قد فقد مجموعته ولا يحمل هاتفًا للتواصل معهم، مما جعله في موقف صعب.</p><p>بهدوء ومسؤولية، تفحص الكشاف البطاقة التعريفية التي يحملها الحاج، وتمكن من الوصول إلى مسؤول الحملة التي ينتمي إليها. وعلى الفور، تم تنسيق عملية إعادته إلى مكان إقامته، حيث حضر مسؤول الحملة في غضون دقائق، ليأخذ الحاج وسط دعوات صادقة وامتنان كبير لهذا التدخل السريع والفاعل الذي جنّبه عناء البحث والتيه وسط الحشود.<br /> </p><p>مثل هذه المواقف الإنسانية تتكرر يوميًا بين أفراد الكشافة السعودية الذين يكرسون وقتهم وجهودهم لخدمة قاصدي بيت الله الحرام، مجسدين بذلك أسمى معاني العطاء والتفاني. فهم لا يكتفون بمساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، بل يساهمون في تنظيم الحشود، وإرشاد التائهين، وتقديم الدعم النفسي والإسعافي لمن يحتاجه، مما يعكس دورهم الحيوي في تسهيل تجربة المعتمرين وجعلها أكثر راحة وسلامة.</p><p>وهكذا، يواصل أفراد الكشافة السعودية مهمتهم النبيلة في الحرم المكي، يعملون بصمت، لكن بصماتهم تظل واضحة في قلوب كل من مروا بمواقف إنسانية معهم. إنها رسالة سامية تعكس القيم الإسلامية والإنسانية العظيمة، وتؤكد أن العمل التطوعي ليس مجرد واجب، بل هو أسلوب حياة يتجلى بأبهى صوره في أطهر بقاع الأرض.<br /><br /><br /> </p>