<br />شهر رمضان شهر عظيم ومبارك، لأنه شهر الصيام والقرآن والقيام. فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار. وهو شهر التوبة والغفران.<br />إنه لشهر فضائل عظيمة لا نستطيع أن نحصيها من كثرة الخيرات والبركات التي تتنزل فيه. تضاعف فيه الأجور، وتغفر فيه الذنوب، ويعتق الله فيه من النار من يشاء من عباده، فيه ليلة القدر، وهي ليلة خير من ألف شهر، فيها تتنزل الملائكة والروح بإذن ربهم من كل أمر. شهر فيه من المعاني الجميلة، لا تكون في غيره، كالتعاون على فعل الخير، وتسارع الجميع على الإكثار من الصدقة، والإحسان على الفقراء والمساكين، وفي ذلك أجر لا ينقطع، فالكل يتسابقون مساهمين بجودهم، ليُصبح عطاؤهم سببًا في إسعاد غيرهم، ولعلها هنا فرصة مع انطلاق النسخة الخامسة من «منصة إحسان» والتي سوف تستمر طوال شهر رمضان، علّى أن نقبل عليها بالتبرع، والتصدق، وجزل العطاء والدعوة إلى تكثيف المشاركة واستمرار الدعم من الجميع إلى هذه المبادرة الكريمة، والتي هي منصة وطنية سعودية لها أدواتها الموثوقة في العمل والعطاء الخيري.<br />كم يجب علينا في رمضان أن نكثر من الدعاء والاستغفار، ونسأل الله تعالى المغفرة والرحمة. وأن نداوم على قرآة القرآن، والعمل على تدبر معانيه. وأن نجتنب المحرمات، وأن نحفظ السمع والبصر واللسان عن كل ما يغضب الله تعالى. أن هذا الشهر الفضيل، له فرصة لا تعوض للتقرب إلى الله تعالى وتجديد الإيمان. فيجب أن نغتنمها فيما يعود علينا بالنفع ليمتد إلى بقية الشهور. فهو مثل شهر الشتاء، فكما أن شهر الشتاء يمد الأرض بالأمطار، وفيه تكثر الزروع، وتجنى الكثير من المحاصيل فكذلك شهر رمضان فهو الشهر الوحيد القادر على إمداد بقية الشهور بالخير واليمن والبركات، وهنا يبقى السؤال حاضراً في أذهاننا، وهو كيف يستفاد منه الاستفادة المثلى.<br />خلاصة القول، شهر رمضان شهر مبارك، ففيه الخير الكثير والفضل العظيم، فلنحرص على أن لا تضيع فيه أوقاتنا فيما لا يفيد، ولنستعد له بالتوبة والاستغفار، ولنغتنم أيامه ولياليه الباقية في فعل الطاعات والقربات، لعلنا نفوز برضا الله تعالى ومغفرته. فقيمته كبيرة لما يحتويه من كنوز عظيمة، فهو فرصة للتقرب إلى الله، بل هو محطة إيمانية لإعادة شحن القلوب والنفوس لما بعد رمضان. فلنسعى لاستغلاله في تصفية القلوب وزيادة الطاعات، والاستمرار في الالتزام بهذه الأمور بعد انتهائه، لأن الله يحب العبد الذي يستمر في العمل الصالح.<br />@Ahmedkuwaiti