<br />‏أعلنت المنصة الإلكترونية لوزارة الداخلية «أبشر» رصدها لرسائل نصية مزيّفة بثّتها أنظمة وهمية تحمل اسم «Absher»، وتضمنت روابطاً مزيفة مجهولة المصدر، وعندما يصل التحذير من رسائل الروابط المفخخة إلى استغلال اسم موثوق بحجم «أبشر»، فإن يقيننا يتعاظم بأن هؤلاء اللصوص الذين يرسلون مثل هذه الرسائل يقتاتون، وبكل أسف، على مبدأ الثقة الراسخ داخل الأسوياء من بني البشر.<br />إليك اليوم حقائق صادمة عن هذه الرسائل المفخخة بروابط تسهّل لهؤلاء اللصوص مهمة الدخول إلى بياناتك ومعلومات الشخصية وحسابك البنكي، فقد سرق لصوص الروابط المفخخة أكثر من تريليون دولار من حسابات الضحايا خلال العام 2024م من مختلف دول العالم، والفضل طبعا للذكاء الاصطناعي القادر على الوصول إلى ملايين أرقام الهواتف النقالة وأسماء أصحابها، بخلاف إيميلاتهم وعناوينهم التفصيلية التي تدفعهم للتصديق إن هذه الرسالة «آمنة» وتجلب خيرا أو فرصة أو عرضا حصريا!<br />وقد وقع ملايين البشر في الفخ، لأن الرسائل كانت في جوانب حيوية كالرعاية الصحية، أو الجوانب المالية بأسماء مصارف شهيرة، أو التوفير الكبير في سعر سلعة تقوم بإجراء بحث متواصل عنها عبر أكثر من محرك بحث وعبر أكثر من شبكة تواصل اجتماعي، وتصل القدرات الإبداعية في ابتكار فخ جديد حتى تقديم هدية حصرية لك، تتمثل في كوب قهوة مجاني بانتظارك من مقهاك المفضل بعد زيارة الرابط المفخخ وتسجيل اهتمامك بهذه الهدية «الموقوتة»! ولن يتوانى اللصوص حتى عن منحك وعود بإعادة (فائض مالي) لحسابك بعد زيارة هذا الرابط أو ذاك.<br />وعلينا جميعا أن نستعد لهجمة شرسة في عامنا الجاري 2025، حيث تشير دراسات دولية إلى أن الهجمة الجديدة سوف تركّز على رسائل التوظيف، والعملات الرقمية، والعلاقات الأسرية، والرسائل ذات الإيحاءات الرومانسية، والمستردات الضريبية، والمكافآت المرتبطة ببرامج حكومية، ومن هنا يأتي واجب إعلامي ومجتمعي نحو فئتين: كبار السن والأطفال، وحمايتهم في واقع الأمر تبدأ بتوعيتهم وإرشادهم لأهمية تجاهل مثل هذه الرسائل، حتى في ضوء تزايد الصعوبات، ولك أن تتخيل تعاطف كبار السن مع رسالة فيديو مزيفة عبر الذكاء الاصطناعي تستنجد فيها ابنة أحدهم بوالدها الكهل، طالبة منه تحويل 2000 ريال فورا لحساب بنكي يخص شخصا اصطدمت به بمركبتها، وأن هذا سينقذها من التوقيف!<br />فقط تخيل كم كهلا سوف يتجاوب.. وكم لصًا سوف يضحك في الظلام!<br />@abdullahsayel