<br />المملكة العربية السعودية تهتم اهتمامًا كبيرًا بالمحافظة على التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية، إيمانًا منها بأهمية هذا التراث في تشكيل الهوية الوطنية وتنمية الوطن على هذا الإرث التاريخي، وتتجلى هذه الجهود في العديد من المبادرات والمشاريع التي تسعى إلى الحفاظ على التراث المادي وغير المادي، وتعزيزا الوعي باهميته لدى الأجيال الحالية والقادمة.<br />قامت المملكة بترميم المواقع الأثرية والتاريخية في مختلف مناطق المملكة، وذلك للحفاظ على مكانتها وأهميتها التاريخية للأجيال المقبلة والحفاظ عليها من التلف والاندثار ومن أبرز هذه المواقع: مدائن صالح، وهي موقع أثري يعود إلى حضارة الأنباط، وقد تم تسجيله في قائمة التراث العالمي لليونسكو وبذلك أصبح أول موقع في السعودية ينضم الى قائمة التراث العالمي، بالإضافة إلى الدرعية التاريخية، وهي العاصمة التاريخية الأولى للدولة السعودية، وقد تم ترميمها وتأهيلها لتصبح وجهة سياحية وثقافية وتعتبر الدرعية إحدى أكثر مُحافظات المملكة تقدماً والأسرع تطوراً، إلى جانب جدة التاريخية، وهي مدينة تاريخية تقع على ساحل البحر الأحمر، وتعرف محلياً باسم جدة البلد، تقع في وسط مدينة جدة وتتميز بعمارتها التقليدية الفريدة.<br />كما تعمل المملكة على إنشاء المتاحف في مختلف مناطق المملكة، وذلك لعرض الآثار والمقتنيات التاريخية والثقافية، وتعريف الزوار بتاريخ المملكة وتراثها، ومن أبرز هذه المتاحف: المتحف الوطني السعودي، وهو متحف وطني ضخم متحف شامل يعرض تاريخ المملكة وثقافتها، متحف الآثار والتراث في الرياض، وهو متحف متخصص في عرض الآثار والمقتنيات الأثرية وهو يقع في مدينة الرياض في الدور الآرضي لمبنى كلية الآداب بطريق الأمير عبدالله.<br />وسعت المملكة إلى تسجيل المواقع التراثية في قائمة التراث العالمي لليونسكو؛ وذلك للحفاظ عليها وحمايتها، وتعريف العالم بأهميتها، وعملت أيضًا على توثيق التراث الشفهي، بما في ذلك القصص والأساطير والأغاني الشعبية، بهدف حمايتها من الاندثار، بالإضافة إلى جهودها في دعم الحرف اليدوية حيث تركز المملكة على دعم الحرف اليدوية التقليدية، لضمان استمراريتها ونقلها للأجيال القادمة وكما أقامت المملكة عام الحرف اليدوية التي وضحت الاعمال اليدوية السعودية القديمة.<br />وتبذل المملكة أيضًا جهودًا كبيرة في إحياء المناسبات والفعاليات الثقافية التقليدية، لتعزيز الوعي بالتراث الثقافي في المجتمع، والعناية باللغة العربية وآدابها كونها من العناصر الأساسية للهوية الوطنية، كما تسعى المملكة إلى غرس المبادئ والقيم الوطنية في نفوس الشباب من خلال المناهج التعليمية والبرامج الثقافية والإعلامية.<br />وتعتبر هذه الجهود استمرارًا لنهج المملكة في الحفاظ على موروثها الثقافي وهويتها الوطنية، وتأكيدًا على أهمية هذا الموروث في بناء مستقبل مزدهر للمملكة.