ياسر عرمان قال غابريل ماركيز في روايته الشهيرة (مائة عام من العزلة): “انهم يجرون الانتخابات في قرية خالية من العواطف السياسية”. السياسة الحقيقية هي التي تخاطب مصالح وأولويات الناس وتطرحها بشكل صحيح، فالحقوق الطبيعية تأتي قبل الحقوق المدنية والسياسية والحرب تطرح حق الحياة كأولوية لملايين السودانيات والسودانيين الذين تكمن مصالحهم الفعلية في وقف الحرب كمهمة عاجلة، الحرب لا يوفقها الا الذين يشعلون أوارها ويمتلكون البارود والبنادق. حق الحياة متعلق بتوفير الأمن ووقف القتل والاغتصاب واحتلال القري وأحياء المدن ووقف قصف الطيران على الابرياء وحماية المدنيين ووقف تنزيح المدنيين داخل السودان واللجوء خارجه وفتح الممرات الآمنة للإغاثة. كل ذلك يتطلب وقف أطلاق نار أنساني طويل الأمد بشكل عاجل، وهو الأولوية الأولى والثانية والثالثة، ويجب وقف النزيف اولا ومعالجة أسبابه هذا هو منطق الحياة والحرب، وآي حوار سياسي جاد لا بد ان يتزامن مع وقف الحرب إذا لم يسبقه وقف الحرب الحوار نفسه حتي يكون ذو معني وقيمة. دعوات الحوار نبيلة ومهمة وقد صدرت من عدة منابر هامة، وهي مجهودات تستحق التقدير، ولكنها تضع الأولويات بصورة معكوسة سيما وإن الأطراف المسلحة لن تشارك في هذه المنابر وستواصل حربها أثناء انعقاد جلسات الحوار، ولن تلتزم بوقف الحرب وقد أصبحت لا تهتم حتي بوقف الحرب أثناء الأعياد بل إن الأعياد كانت فرصة للتصعيد، …
The post حق الحياة قبل الحقوق السياسية appeared first on سودان تربيون.