تتعدد المسميات والمشروع واحد والدولة واحدة – النهر، مثلث حمدي، ست وخمسين – ومشروع هذه الدولة هو إبادة السكان الذين لا يشبهون سكانها، فالدولة النهرية مذ قامت اقترنت حياتها بموت وافناء الآخر المختلف، كما عاشت على إبادة الجنوبيين لخمسة عقود، والغرّابة لثلاثة عقود، فالحرب الأخيرة شنتها نفس الدولة النهرية على جميع مكونات السودان الاجتماعية، وبالأخص الغربية، لرعبها من عودة عجلة التاريخ وتولي هؤلاء (الشتات) المغضوب عليهم زمام الأمر، فمثلما كانت تستغل المغفلين من المهمشين في اطراف البلاد البعيدة، ضد المقهورين