واحدة من مهازل التاريخ السوداني الحديث، أن أطلت جماعة دينية – سياسية، اربعينيات القرن العشرين على مسرح الحياة العامة، وتغلغلت في الوسط السياسي، فتحوّرت وتبدلت اسماً وشكلاً، وبقيت مضموناً، وفي كل مراحلها طفقت تطرح تطبيق الشريعة الإسلامية برنامجاً للحكم، كانت أول تجربة لها في ممارسة السلطة مع نظام جعفر نميري، بعد المصالحة الوطنية، فاستطاعت إقناع رأس النظام بأن يكون (إماماً للمسلمين)، فانحرف مائة وثمانين درجة، وطبّقت ما عرف بقوانين سبتمبر زعماً منها أنها شرع الله، فقطعت يد الفقير السارق وتركت