الملاحظ أن الأنبياء والمرسلين منهم الرعاة، ومهنة الرعي تكسب الإنسان مهارات قلّما يجدها في المهن الأخرى، فهي مقترنة بالعنت والمشقة والحكمة والصبر والأناة، لذلك كانت الطريق الممهدة للنبوة وسياسة الناس وإدارة بني آدم، فالحيوان والإنسان صنوان، ويقال أن البياطرة هم الأعمق معرفة بمكنونات الأحياء، لأنهم يتعاملون مع أبكم، والوسيلة الوحيدة للتواصل بينهم وبين هذا الأبكم هي الجمل الحسّية والإشارات الشعورية، فيدركون ما يجيش بخاطر هذا الكائن غير الناطق، ومن ثم يكتمل التواصل، وفي حياة أهل البادية تجد الموروث الرعوي محفوظ