تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الجمعة، حول عديد المواضيع التي تخص الشأن الوطني من أبرزها ظاهرة البطالة التي تمثل احدى المعضلات الكبرى التي يعيشها المجتمع التونسي والتطرق الى ظاهرة بيع الأدوية على شبكات التواصل الاجتماعي التي تهدد صحة المواطنين فضلا عن تسليط الضوء على تتالي حوادث العاملات الفلاحيات بسبب استغلال شاحنات متهالكة غير آمنة لنقلهن .
وتطرقت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها، الى ظاهرة البطالة المتفشية في المجتمع التونسي منذ فترة طويلة تعود الى بدايات الألفية الجديدة لكنها حتما تفاقمت مع التغييرات الجوهرية التي عاشتها بلادنا طوال عقد ونصف هو عمر المخاض السياسي والاجتماعي الذي عشناه منذ 14 جانفي 2011 والذي تزامن مع اهمال متعمد للمجال الاقتصادي وانفلات كبير وشامل لكافة مناحي الحياة .
وأضافت الصحيفة، أن هناك ديناميكية صلب الدولة تهدف الى ايجاد سياسات جديدة وتكوين منوال تنمية متسقة مع السياق الحالي وملتصقة أكثر بحاجيات التونسيين وانتظاراتهم، مشيرة الى أن هناك خطط وضعت لهذا الغرض بهدف اعادة الروح الى القطاعات الحيوية في البلاد كما الحال بالنسبة الى قطاع الفسفاط الذي يوفر فرص شغل مهمة وجيدة اضافة الى محاربة الفساد الذي نخر عديد المؤسسات العمومية واعادة الهيكلة في بعض المنشآت من شأنهما أن يكون منطلقا لمرحلة جديدة بدأت بوادرها تتضح .
وأوضحت في سياق متصل، أن ما جاء في كلمة وزير التشغيل رياض شود حول الانتدابات في الوظيفة العمومية يأتي ليدعم هذه الفرضية وهو الذي أكد في كلمته أمام نواب البرلمان واجابة على أسئلتهم أن عديد الوزارات ستفتح باب الانتداب في عام 2025 وهذا ما يحيل على أن هناك فرصا متاحة ستكون أمام طالبي الشغل في أكثر من وزارة في القريب العاجل، مبينة أن هذا سيخفف من وطأة البطالة على عدد لا يستهان به من الباحثين عن فرص عمل تماما كما سيكون له الواقع الاجتماعي الكبير والمؤثر.
وأشارت، الى أن هناك مبادرة تشريعية مطروحة الآن من أجل ايقاف نزيف هجرة الكفاءات النوعية أوما يعرف بهجرة الأدمغة وذلك في اطار الرهان على الذكاء التونسي والتعويل على الذات وهذا بالتوازي مع مساعي ديبلوماسية مع الأشقاء والأصدقاء من أجل فتح فرص عمل أمام العمالة التونسية الراغبة في الهجرة بشكل قانوني يضمن الحقوق المتنامى لهؤلاء العمال .
وخلصت، الى أن حلحلة الأوضاع الاقتصادية اليوم يبدأ من الرهان على العمل كقيمة حضارية وضمان تكافؤ الفرص أمام كل التونسيين الباحثين عن الشغل ومواصلة الحرب على الفساد بلا هوادة من أجل ضمان أسس التنمية العادلة وفق ما ورد بذات الصحيفة .
واهتمت جريدة(الصباح) في ورقة خاصة بظاهرة بيع الأدوية على شبكات التواصل الاجتماعي حيث تحول بعض صانعي المحتوى أوالمؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي الى خطر فعلي يهدد صحة وسلامة الكثيرين بعد أن “امتهن” البعض منهم الترويج لعديد الأدوية والعقاقير والمكملات الغذائية لا سيما تلك التي تتعلق بأمراض الجلدة أوالتي تهم التنحيف والتخسيس في الوقت الذي يفترض فيه أن تخضع هذه المسائل الى اشراف أطباء مختصين في المجال.
وأضافت الصحيفة، أنه من هذا المنطلق تعالت مؤخرا أصوات تطالب بضرورة وضع ضوابط ونواميس حتى لا يكون “المحتوى الصحي المقدم على شبكات التواصل الاجتماعي متاحا لكل من هب ودب”، مشيرة الى أنة هؤلاء المؤثرين يتابعهم الملايين على صفحاتهم الاجتماعية الخاصة، والكثيرين طالبوا بأن يكون المحتوى “الصحي” الذي يقدمه المئات محل رقابة خاصة وأن غياب الزجر من لدن الجهات المختصة يشجع على مثل هذه الممارسات المخالفة للقانون .
وذكرت في سياق متصل، أن وزارة الصحة منتبهة الى خطورة الظاهرة وعاقدة العزم على التصدي لها حيث أورد مؤخرا وزير الصحة مصطفى الفرجاني تعقيبا على ظاهرة بيع الأدوية على مواقع التواصل الاجتماعي، أن وزارة الصحة تنتهج مراقبة دقيقة في ذلك وتواصل التصدي لكل مظاهر الفساد في مجال الأدوية.
وأشارت، الى أن بعض منظمات المجتمع المدني على غرار المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك قد تفطنت بدورها الى خطورة الظاهرة الأمر الذي دفعها الى تنظيم ندوة صحفية الأسبوع الماضي تمحورت حول التجارة الالكترونية وأبرز الاخلالات والاشكاليات التي تشوبها على غرار ظاهرة بيع الأدوية على شبكات التواصل الاجتماعي .
وأفاد رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك عمار ضية بحسب ذات الصحيفة ، بأن ” المنظمة تردها عديد التشكيات في هذا الجانب في علاقة أساسا بمعضلة ترويج الأدوية الكترونيا والتي تتمثل في مراهم وأدوية ومكملات غذائية دون رقيب والتي يمكن أن تشكل خطورة على صحة وسلامة المواطن ” .
ومن جهتها، سلطت جريدة(المغرب) الضوء في ورقة خاصة على تواصل تعرض العاملات الفلاحيات لحوادث المرور والتي تكون ضحيتها الأسر ، مشيرة الى أنه لا تتم معالجة الاشكال الى حد الآن، فرغم تطور القطاع الفلاحي لم تتحسن الخدمات .
وأضافت الصحيفة، أن حياة العاملات الفلاحيات لازالت مهددة وهي موضوع للأخبار المتداولة، فقد شهدت منطقة حفوز بالقلعة الخصبة من ولاية الكاف اصطدام شاحنة خفيفة على متنها عملة فلاحة بسيارة خاصة مما أسفر عن اصابة 10 عاملات باصابات مختلفة ومتفاوتة الخطورة وقبلها بأيام تعرضت عاملات فلاحيات لحادث انزلاق شاحنة خفيفة بمنطقة العماصرية بمعتمدية سليانة الجنوبية. كما شهدت الأشهر الماضية تواتر الحوادث التي أدت في بعض الحالات الى الوفاة والاصابات بجروح متفاوتة الخطورة .
وأشارت في سياق متصل، الى أنه باستثناء وضع وشاح الرأس الذي تضعه عادة العاملات الفلاحيات لم تغير فاجعة 2019 المتمثلة في وفاة 12 عاملة فلاحية وجرح 20 آخرين في حادث سير خطير في منطقة السبالة بولاية سيدي بوزيد، مبينة أن الصدمات المتتالية للحوادث التي تتعرض اليها العاملات الفلاحيات لم تحدث تغيير ملموس يذكر لتوفير أولا الحماية لهن ثم لوضع حد للامبالاة المشغلين الذين يستأجرون شاحنات متهالكة لنقلهن دون مراعاة لأبسط قواعد السلامة مما يعرضهن للموت والاصابات في أفضل الأحوال.
The post أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الجمعة 22 نوفمبر first appeared on المصدر تونس.