تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الاربعاء، حول عديد المواضيع التي تخص الشأن الوطني من أبرزها قطاع الاعلام العمومي ودوره في معارك التحرير والبناء وكفضاء للتعددية والنقاش الديمقراطي اضافة الى تسليط الضوء على تكثيف العمليات الأمنية ضد مروجي المخدرات واعتماد مقاربة شاملة لمواجهة هذه الآفة التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الشباب والمجتمع .
وأفادت جريدة (المغرب) في افتتاحية عددها اليوم، بأن الهدف الرئيسي للاعلام العمومي خدمة الجمهور وتلبية احتياجات المواطنين سواء من خلال تسليط الضوء على قضاياهم اليومية وما يواجهونه في معيشتهم من ملفات كالبطالة والصحة والتعليم وندرة المواد والنقل والخدمات الادارية أوعبر توفير مساحة للتعبير عن آرائهم وتقييمها والافصاح عما يطمحون اليه بشأنها، مبينة أن دوره يجب أن يكون فتح نقاش عمومي
شامل وأفقي، بحيث يكون الاعلام العمومي أداة “مرافقة” لتثقيف الجمهور حول حقوقه السياسية والمدنية ومتابعة الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية بموضوعية ومساءلة السلطة دون انحياز.
وأضافت الصحيفة، وفق نقابة الصحفيين التونسيين، أن الاعلام العمومي يعاني من تدخل السلطة في التعيينات أوفي رسم الخط التحريري، مشيرة الى أن ذلك أدى في النهاية الى ضعف التعددية في الاعلام من حيث تناول المواضيع أوتهميش بعضها أومن حيث تهميش قوى سياسية ونقابية مجتمعية.
وخلصت الى أن الاعلام العمومي يحتاج في تونس الى خطوات جذرية تبدأ بتحقيق استقلالية حقيقية لن تتجسد دون فصل الاعلام العمومي عن السلطة التنفيذية، عبر هيئة مستقلة تشرف على تعيين قياداته وضمان تحريره من الضغوط السياسية، مضيفة أنه يمكن للاعلام العمومي أن يضطلع بدوره في تمثيل جميع التونسيين وأن يعكس التعددية ويعززها لا في الخطاب السياسي فقط، بل في تنوع المجتمع والثقافة وفق ما ورد بذات الصحيفة .
وأبرزت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، أن الاعلام كما هو معروف شهد تراجعا كبيرا في العقود الأخيرة وقد استفحل الوضع بعد أحداث 14 جانفي، مبينة أن الاعلام بشقيه العمومي والخاص قد ساعد بشكل كبير في معاضدة جهود الدولة بعد الاستقلال، وفي تكريس مبادىء الوطنية وفي توضيح الخطوات المهمة التي اتخذتها دول الاستقلال من أجل مشروع وطني يوم على قيم الحداثة ويعزز انتماء تونس الى محيطها المغاربي والعربي والافريقي بالتوازي مع الانفتاح على الخارج.
وذكرت في سياق متصل، بالدور الذي اضطلعت به مؤسسة “دار الصباح” على امتداد عقود في خدمة قضايا البلاد ومع ذلك عانت كثيرا بسبب التجاهل المقصود لدورها بسبب محاولات التغييب التي أشار اليها رئيس الجمهورية قيس سعيد في لقائه بمدير مجموعة من المؤسسات المرجعية في تونس مساء الاثنين، مشيرة الى أن تراجع دور مؤسسات عريقة مثل “دار الصباح” ومؤسسة “سنيب لابراس” قد انعكس سلبا على أداء قطاع الاعلام عموما اضافة الى المنافسة غير النزيهة لمواقع التواصل الاجتماعي وأيضا تخاذل الحكومات وعدم تفاعلها مع مطالب اصلاح الاعلام”.
وأوضحت ، أن المعركة تلوح طويلة لأن القطاع يحتاج الى مراجعات كثيرة خاصة اذا ما علمنا حجم المسؤولية المناطة بعهدته، مضيفة أن الاعلام اليوم يمثل احدى جبهات حرب التحرير وفق ما تحدث عنه رئيس الجمهورية قيس سعيد اثر لقائه مساء الاثنين بالمسؤولين على مؤسستي الاذاعة والتلفزة التونسيتين وشركة “سنيب لابراس” و”وكالة تونس افريقيا للأنباء” وشركة “دار الصباح”.
وخلصت، الى أنه من واجب الاعلام أن يساهم في معارك التحرير والبناء وأن يكون القطاع في طليعة كل عملية اعادة بناء واعادة أمل للمواطنين، مبينة أن القطاع مسه الكثير من الضرر من فوضى وتداخل للأدوار وانتشار للدخلاء وأصحاب المطامع وأصحاب مشاريع التدجين والتطويع على حساب مبادىء المهنة مما يستوجب عمل كبير ومشروع شامل يعيد تنظيم المهنة ويعيد لها بالخصوص هيبتها وفق ما ورد بذات الصحيفة .
وتطرقت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة، الى ظاهرة ترويج المخدرات التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الشباب والمجتمع حيث نجحت السلطات الامنية في ايقاف العشرات من مروجي المخدرات مع ضبط كميات كبيرة من المخدرات بمختلف أنواعها، مبينة أن هذه العمليات تؤكد السعي الى مكافحة الظاهرة الا أن النجاح الكامل يتطلب تضافر جهود أخرى تتجاوز الجانب الأمني.
وأضافت الصحيفة، أن آخر الاحصائيات تشير الى ارتفاع نسبة استهلاك المخدرات في صفوف المراهقين والشباب في تونس، حيث بلغت نسبة المستهلكين من الفئة العمرية بين 15 و25 سنة حوالي 33 بالمائة وتعكس هذه الأرقام قلة الوعي حول خطورة الادمان وغياب عمليات التوعية والتحسيس خاصة داخل المؤسسات التربوية.
وأشارت في سياق متصل، الى أن من بين أحد أبرز أسباب ارتفاع استهلاك المخدرات بين الشباب نقص حملات التوعية والتحسيس، حيث تظهر الدراسات، أن الشباب في تونس غالبا ما يتعرض للتجربة الأولى للمخدرات داخل محيطه الاجتماعي أوحتى المدرسي وذلك في ظل غياب برامج موجهة لتوعيتهم وتحسيسهم بمخاطر المخدرات على الصحة الجسدية والنفسية للشخص.
وبينت في ذات المقال، بحسب عديد المراقبين، أن العمليات الأمنية وحدها غير كافية، اذ يجب التركيز على الجانب الوقائي بشكل محكم وجيد، مشيرة الى أن مكافحة المخدرات في تونس تتطلب اعتماد مقاربة شاملة تشمل التوعية داخل أسوار المؤسسات التربوية من خلال ادارج برامج موجهة للمراقبين والشباب لتوعيتهم بالمخاطر الصحية والنفسية للادمان وتعزيز دور الاعلام باطلاق حملات توعوية وتحسيسية موجهة للشباب وأولياء الأمور حول كيفية التعامل مع هذه الظاهرة اضافة الى الاهتمام بالعلاج واعادة التأهيل وفق ما ورد بذات الصحيفة.
The post أبرز اهتمامات بعض الصحف التونسية ليوم الاربعاء 27 نوفمبر first appeared on المصدر تونس.