استقبل ابراهيم بودربالة رئيس مجلس نواب الشعب بعد ظهر اليوم الخميس 28 نوفمبر 2024 بقصر باردو، إبراهيم عزيزي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني.
وأبرز عزيزي دور العلاقات البرلمانية في تجسيم هذه الأهداف المنشودة، مجددا بالمناسبة دعوة محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني الى إبراهيم بودربالة رئيس مجلس نواب الشعب لزيارة إيران على رأس وفد برلماني.
من جهته، ثمّن إبراهيم بودربالة ما يبديه الجانب الايراني من استعداد دائم لتعزيز التعاون القائم بين البلدين، والذي يترجم عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين. كما رحّب بدعوة نظيره رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني لزيارة طهران، مؤكّدا الاستعداد لتلبيتها في أفضل الآجال، ومبرزا في نفس السياق ما يقوم به البرلمان من عمل من اجل تنمية علاقات تونس الخارجية وتعزيز تعاونها في كل الميادين. كما أكّد الحرص على إنشاء مجموعة الصداقة البرلمانية التونسية مع ايران في أقرب الأوقات لتحقيق الغايات المنشودة، وفق ما جاء في بلاغ صادر عن مجلس نواب الشعب.
وبعد أن اكّد تطابق وجهات النظر بين تونس وإيران في ما يهم القضايا ذات الاهتمام المشترك، ثمّن دور ايران في نصرة قضايا الحق والعدالة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، مؤكّد استعداد تونس الدائم للاضطلاع بالدور الموكول لها في تقريب وجهات النظر على المستوى المغاربي والافريقي والمتوسطي وكل ما يهم العالم الاسلامي والعربي، وإيجاد الاليات لتوحيد الرؤى بخصوص القضايا الاقليمية والدولية وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية.
وقد تم اللقاء بحضور وفد ضمّ بالخصوص محمد رضا محسني ثاني وبهنام سعيدي عضوي المجلس، وعلي قمشي رئيس دائرة الثالث لغرب اسيا وشمال افريقيا بوزارة الخارجية الإيرانية، ومير مسعود حسينيان سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتونس، بالاضافة الى حضور عزالدين التايب النائب مساعد الرئيس المكلّف بالعلاقات الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، وعزيز بن الأخضر رئيس لجنة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي وشؤون التونسيين بالخارج والهجرة.
تأكيد علاقات التعاون الثنائي
وكانت المحادثة مناسبة لتأكيد علاقات التعاون الثنائي والعمل المتواصل على دعمه وتعزيزه في مختلف المجالات وخاصة منها الاقتصادية والثقافية والأكاديمية، بما يساهم في مزيد تعزيز الروابط الأخوّية ويرتقي بها إلى مستوى تطلّعات الشعبين الشقيقين.
كما أبرز الجانبان أهمية العلاقات البرلمانية ودورها في إثراء التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة. وشدّدا على ضرورة العمل المشترك من أجل مزيد دفعها ولاسيما عبر اللّقاءات المنتظمة وتبادل التجارب والخبرات وخاصة على مستوى مجموعات الصداقة البرلمانية. وأكّدا أهمية تنسيق المواقف بين البرلمانيين التونسيين والإيرانيين في ما يتعلّق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك.
 
وتمّ في جانب آخر من هذه المحادثة التطرّق الى ما تشهده الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلّة من تأزّم جرّاء إمعان الكيان الصهيوني في ممارسته القمعية ومواصلة اعتداءاته الغاشمة على المدنييّن العزّل في غزة ولبنان والضفة الغربية في انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية. وأبرز الجانبان ضرورة تعزيز المجهودات المشتركة لحشد الدعم الدولي من أجل الوقف الفوري لحرب الإبادة والتقتيل والتصدّي لهذه الجرائم ضدّ الإنسانية والاعتداءات الغاشمة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني الأعزل، وتستهدف كذلك الشعب اللبناني، حسب نفس البلاغ.
 
مكانة متميّزة
وقد أكّد إبراهيم عزيزي رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني، ما توليه إيران من أهمية لعلاقاتها مع تونس، ولاسيما في المجال البرلماني، مبيّنا ان الوفد الذي يرافقه في هذه الزيارة يترجم هذه المكانة المتميّزة، ويبرز كذلك رغبة بلاده في دفع نسق التعاون خاصة في المجالات الاقتصادية والاكاديمية والثقافية والتكنولوجية وتحقيق التواصل بين رجال الاعمال من البلدين عبر تكثيف فرص الاستثمار. وشدّد في هذا السياق على ضرورة العمل المشترك من اجل مزيد تذليل بعض الصعوبات ولاسيما الإجرائية والادارية امام بلوغ الغايات المرسومة.
واكّد الدور المحوري الذي يضطلع به البلدان في العلاقات الثنائية ومتعدّدة الأطراف وفي التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية بحكم موقع تونس في شمال افريقيا وايران في غرب آسيا، ونوّه في ذات السياق بالمواقف المشرفة لرئيس الجمهوريّة قيس سعيد الداعمة للشعب الفلسطيني والتي تدين التطبيع مع الكيان الصهيوني.