إليكم أصدقائي أطيب الأماني في بداية السنة الجديدة …و قد أردت أن أعرف أصول هذه الاحتفالات… و ما إذا كانت مسيحية بحتة … و استعنت في البحث بتطبيقات الذكاء الاصطناعي …فوجدت أن الاحتفالات سابقة للمسيح ، و أن الكنيسة استغلت التقاليد القديمة و عملت على تنصير هذه الاحتفالات
…فقبل المسيح ، احتفلت العديد من الثقافات بالانقلاب الشتوي، يوم 21 ديسمبر الذي بعده يبدا النهار في الاستطالة ، يتراجع الظلام و يعود النور … كان ذلك اليوم بمثابة رمز لعودة الحياة و الارتباط بالولادة والتجديد…و الامازيغ البربر أجدادنا مثل العديد من الأجناس الأخرى، يولون أهمية للانقلابات الشتوية و يحتفلون بولادة الطبيعة من جديد. و يعتبر 12 يناير المهرجان الشتوي الأكثر شهرة عند الامازيغ ، حيث يحتفل فيه بالعام الأمازيغي الجديد ، و السنة القادمة للأمازيغ هي 2975 … و هو مرتبط بالتقويم الغريغوري و يمثل بداية عام زراعي جديد…
و في 2018 اقرت الجزائر يوم 12 جانفي يوم عطلة ، و ابتداء من 2024 اقرت المغرب نفس الشيء و يكون يوم 14 جانفي . ذلك ان الامازيغ كانوا يحتفلون كامل ايام 12 و 13 و 14 .. و يوافق يوم 14 جانفي دخول الليالي السود ، التي فيها حسب المقولة القديمة عند الفلاحين ” يجري الماء في كل عود ” ، بمعنى عودة الحياة … وتشمل الاحتفالات الوجبات الاحتفالية والرقصات التقليدية والأغاني والتجمعات العائلية.
و احتفل الرومان بساتورناليا les Saturnales ، تكريماً للإله زحل Saturne، في الفترة ما بين 17 و23 ديسمبر. تميزت هذه الاحتفالات بالمآدب وتبادل الهدايا وعكس الأدوار الاجتماعية .كما كانت تشعل النيران و تزين الأشجار ، وهما رمزان للحياة الأبدية…أما تحديد يوم 1 جانفي باعتباره اليوم الأول من العام ، فقد قام به يوليوس قيصر Jules César …
ثم احتفل الرومان بإله يانوس Janus ، وهو إلاه ذو وجهين، يرمز إلى الماضي والمستقبل…و عندما نتحدث عن الرومان فإننا نشمل سبعة قرون من حياتنا نحن في تونس ، تلك التي كنا فيها زمن قرطاج جزءا من الامبراطورية الرومانية … و هناك عناصر اصبحت تميز ليلة رأس السنة الجديدة … منها إقامة الضوضاء في منتصف الليل بهدف طرد الأرواح الشريرة والترحيب بالعام الجديد وسط ضجة … و كذلك تقديم التمنيات في منتصف الليل الذي على ما يبدو هو تقليد قديم في العديد من الثقافات…
The post أصول هذه الاحتفالات….أ.د الصادق شعبان appeared first on موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس.