النادي الصفاقسي انطلق مبكّرا في التحضيرات بعد عديد الانتدابات اطار فني و مدير فني و ترسانة من اللاعبين من هنا و هناك فيهم من صنع اسما و فيهم من لا اسم له يذكر, لدرجة ان الحديث عن مشروع و آمال و طموحات لا حدود لها محلّيّا و افريقيّا. لكن منذ التحضيرات لاحت عدة بوادر سيّئة كان يجب الانتباه لها و تزامنت مع ازمة التسيير الى ان تم انتخاب هيئة لا علاقة لاغلب اعضائها بالرياضة فكانت العثرات و الخيبات و في نفس الوقت الكثير من الصبر و الانتظار مع ان الدعوات تكررت للتدخل لمّا ثبت ضعف المدرب و فشل اغلب الانتدابات. هذا الوضع كان مشابها للوضع في الموسم الفارط لما تم الاستنجاد بالمدرب محمد الكوكي الذي رغم تواضع الموارد البشرية حقق نتائج مرضية و مكن الفريق من مكان في كاس الكنفدرالية و عوضا عن مكافاته بتثبيته تم الاستغناء عنه ! هذه المرة تم الاستنجاد بك سيد لسعد الدريدي فتحملت المسؤولية و رفعت التحدي و وعدت باعادة الروح للفريق و استعادة بريق المادي و كالعادة صبرنا و انتظرنا لنجد انفسنا نراوح مكاننا و لعل استعادة دحمان لامكانياته ساعدك في تلافي بعض الهزائم. كما ان التصرف في الرصيد البشري لم يكن موفّقا لانك اردت الانطلاق من الصفر باعادة تمكين تقريبا جل اللاعبين من فرصة و الحال ان بعض الاسماء لم يعد لها مكان في الفريق و في اقحامها مجازفة و حرمان غيرها من فرص الظهور و تقديم الاضافة. كلّنا يعلم ان من ابجديات توفّق المدربين هي الحاسة السادسة في التعرف على اللاعبين القادرين على تقديم الاضافة ثم العمل على العامل النفسي لبث روح جديدة في الفريق ثم التدخل في الاشواط الثانية لتعديل ما يمكن تعديله و ايضا التدخل في Money time لاحداث الفارق او تلافي الخسارة و هو ما نسميه coaching ثم ادماج لاعبي النخبة و الذي يمثلون مستقبله ثم ضرورة ملاحظة جمل كروية تترجم العمل الذي يحدث في التمارين و تعطي انطباعا لوجود خطة واضحة و بصمة استطاع المدرب وضعها في الفريق. الا اننا لاحظنا انك في كل مرة تقوم بالعكس تماما اي انك تصر على اشراك اسماء لا جدوى منها ثم كلما ابدى لاعبا ما استعدادا في مباراة تقوم بوضعه على البنك في المقابلة الموالية و بالنسبة للاعبين صغار السن فانك تؤثر في نفسيته و تحطمه, كما انك في الاشواط الثانية يتراجع مردود الفريق و تقوم بتغييرات غير مدروسة و غير قادرة على تقديم الاضافة و احداث الفارق حتى انك قمت بزج 5 مهادمين في نفس الوقت على حساب وسط الميدان مما انجر عنه غياب صناعة اللعب و و تزويد الهجوم بالتمريرات الحاسمة. الى جانب كل هذا لا يمكننا الحديث عن خطة و لا عمل على الكرات الثابتة و الجمل الكورية التي تفك شفرة دفاعات الفرق المنافسة مع اننا لم نلاحظ وجوها جديدة وعدت بها . على كل كان.
حافظ القسمطيني
The post الى المدرب لسعد الدريدي …. appeared first on موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس.