أكد العميد شمس الدين العدواني رئيس مكتب التنسيق والاتصال بالمرصاد الوطني لسلامة المرور شهر رمضان في تصريح لموزاييك اليوم السبت 1 مارس 2025 أنه تم خلال شهر رمضان المنقضي تسجيل 500 حادث مرور عبر مختلف ولايات الجمهورية، مما أدى إلى وفاة 102 شخص وإصابة 664 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

حصيلة ثقيلة

وأضاف أن أغلب هذه الحوادث تمت في الشوارع، وداخل التجمعات السكنية، والطرقات الوطنية، معتبرا أن هذه الحصيلة الثقيلة ليست مجرد أرقام، بل هي مأساة إنسانية تمسّ عائلات فقدت أحباءها، وهو ما يحتم علينا جميعًا تحمّل مسؤولياتنا في سبيل تعزيز السلامة المرورية وحماية الأرواح

أسباب الحوادث

وبين رئيس مكتب التنسيق والاتصال بالمرصاد الوطني لسلامة المرور أنه من خلال تحليل المعطيات المتوفرة، تبين أن السلوكيات المحفوفة بالمخاطر والتهور لازالت تتصدر أسباب حوادث المرور، وأبرز هذه الأسباب كانت كالآتي:

السهو وعدم الانتباه أثناء القيادة الذي يُعتبر من أهم عناصر الاختطار، سواء بسبب استخدام الهاتف الجوال، أو عدم التركيز الكافي أو التعب أو نزول معدل السكري في الدم.

أيضا الإفراط في السرعة الءي يبقى أحد أهم العوامل الرئيسية في وقوع الحوادث، خاصة خلال فترات الذروة وقبل موعد الإفطار وتحديدا بين الساعة 14:00 و الساعة 18:00 .

والسبب الثالث هو شق الطريق، من خلال عدم التزام مستعملي الطريق، سواء السائقين أو المترجلين، بعبور الطرقات من الأماكن المخصصة والذي يعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر، خاصة مع تفاقم ظاهرة إستغلال الأرصفة، مضيفا أن السبب الرابع هو تغيير الإتجاه.

وأشار العدواني إلى أن الفضاء المروري يتخلط في رمضان و يتم تقاسمه بين العربات والمترجلين والنصابي، ولذلك صدرت في شأنهم تعليمات من قبل وزير الداخلية للولاة ورؤساء البلديات بضرورة مضاعفة الجهود في تحرير حوزة الطرقات ومقاومة ظاهرة إستغلال الرصيف.

الأطراف المشاركة في الحوادث

وحسب الإحصائيات التي قدمها رئيس مكتب التنسيق والاتصال بالمرصاد الوطني لسلامة المرور، فإن أكثر الأطراف المساهمة في هذه الحوادث هي:

السيارات الخفيفة، حيث تمثل النسبة الأكبر من المركبات المتورطة في الحوادث نظرًا لانتشارها الواسع وسلوكيات بعض السائقين المتهورين، داعيا إلى إرتداء حزام الأمان الذي يساهم في تقليل خطر الوفاة بنسة 50% و يساهم في تقليص نسب الإصابات البليغة بنسبة 60%، كما يزيد من فاعلية الوسائد الهوائية air-bag، لافتا في هذا الصدد إلى أنه حسب إحصائيات الأمم المتحدة يوجد سنويا 15000 شخص يتم إنقاذه بفضل ارتداء حزام الأمان.

وتأتي الدراجات النارية في المرتبة الثانية حيث تم تسجيل تزايد ملحوظ في تورطها، خاصة بين فئة الشباب، نتيجة القيادة المتهورة وعدم ارتداء مشيرا إلى أنه في ولاية توزر على سبيل المثال تبلغ نسبة عدم إرتداء الخوذة إلى 90% لدى سائقي الدراجات النارية وراكبيها، والى أن المعدل الوطني هو 80%، مبرزا أن إرتداء الخوذة يمنع من الموت والإصابات المسببة للإعاقة بنسبة 88.9% .

وفي المرتبة الثالثة نجد المترجلون، حيث يمثلون فئة هشة تتعرض لخطر داهم، خاصة عند عدم استخدام ممرات المشاة أو عند محاولة العبور المفاجئ.

نصائح لتعزيز السياقة السليمة:

وأكد العدواني أنه في ظل هذه المعطيات المقلقة، يجب تعزيز السلوكيات الإيجابية أثناء القيادة والالتزام بقواعد السلامة، وأهم هذه التوصيات:

*قبل الرحلة: فحص المركبة بانتظام للتأكد من جاهزيتها الفنية، والتخطيط المسبق للرحلة لتجنب العجلة والضغط النفسي.

*أثناء السياقة: تجنب السهو والانشغال عن الطريق، خاصة باستخدام الهاتف، والالتزام بـالسرعة القانونية، وعدم التجاوز العشوائي، واحترام حق الأولوية وفسح المجال للمترجلين عند الممرات.

كما دعا السواق المهنيين إلى تفادي التعب وأخذ قسط كاف من الراحة والنوم خاصة عند السفرات الليلية والمسافات الطويلة.

إحصائيات عامة

من جهة أخرى، قدم العميد شمس الدين العدواني رئيس مكتب التنسيق والاتصال بالمرصاد الوطني لسلامة المرور عرضا لإحصائيات حوادث المرور منذ بداية السنة الحالية وإلى حدود تاريخ 26 فيفري الفارط، حيث تشير الإحصائيات إلى أنه تم تسجيل 620 حادث مرور خلّف 156 قتيلا و814 جريحا،

واعتبر العدواني أنه رغم تسجيل إنخفاض في عدد الحوادث نتيجة للمجهودات المبذولة من مختلف المتداخلين في المجال مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية و التي سجلنا خلالها 914 حادثا و171 قتيلا و1233 جريحا أي بانخفاض قدره 32.17 % في الحوادث و 33.98 % في الجرحى، “إلا أننا للأسف سجلنا ارتفاع غير مسبوق في خطورة الحوادث بلغ 25.16 % مقارنة بمعدل الخطورة في نفس الفترة من السنة الفارطة و الذي بلغ 18%”، وفق تعبيره.

وقال “دقينا ناقوس الخطر نظرا لتفاقم ظاهرة الإستهتار بالأنفس والأرواح التي جعلت من عقليتنا وسلوكياتنا سببا أساسيا في خسارة الأرواح و يكاد لا يمر يوم إلا و نسمع بحوادث كانت نتيجتها وخيمة و تعود بالأساس إلى السلوكيات المتهورة للسواق و عدم إحترام قواعد الجولان وعدم إتباع قواعد السلامة وخاصة مع عدم إستعمال حزام الأمان وعدم إرتداء الخوذة”.

The post حصيلة الحوادث في رمضان 2024 كانت ثقيلة appeared first on موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس.