الوضع في “هنشير بن فرحات” الذي نمتلكه أنا و إخوتي أصبح لا يطاق و التدمير متواصل والإستيطان متواصل رغم الشكايات التي تقدمت بها و رغم الوعود من العديد من المسؤولين الذين اتصلت بهم بالتحرك وإخراج كافة المهاجرين الأفارقة من أرضنا.

فالوثائق التي قمت بنشرها هنا تبرز أنه قبل القيام بشكاية رسمية من طرف المحامي الأستاذ محمد المعالج تم إجراء معاينة أولى بواسطة عدل التنفيذ ميمون معلى يوم السادس من شهرأوت 2023 حسب الترقيم 87687 تبين وجود 30 خيمة و وأضرار لحقت أشجار الزياتين و الصابة التي تحملها و أمام عدم إنقاذ هنشيربن فرحات و تدهور الوضع قام المحامي الأستاذ محمد المعالج بالتذكير بالشكاية وتم إجراء معاينة ثانية بواسطة نفس عدل التنفيذ ميمون معلى بتاريخ 22 ماي 2024 حسب الترقيم 89819 و أكد إرتفاع مهول لعدد الخيام و عدد المهاجرين الأفارقة فهناك 200 خيمة بهنشير بن فرحات و العقارأصبح بحالة بوار به حوانيت و ملاهي و ملعب رياضي و ممرات و آلاف المهاجرين الأفارقة

شعرت بالمرارة و الحزن و الإحباط عندما ذهبت إلى “هنشير بن فرحات” قبل ثلاثة أيام. أذهب إلى هناك العديد المرات، برفقة صديق أو بمفردي، و هناك، أشعر دائمًا بالأمان حتى بوجود غرباء ، لأنني على أرض عائلتي، أرض أجدادي، أرض أشقائي، أرضي. أين يمكنك أن تشعر بالأمان إذا فقدته فوق أرضك ؟ أليس من حقنا أن نكون محميين في ممتلكاتنا الخاصة ؟

عندما دخلت الهنشير، لم أهتم بالمهاجرين الأفارقة الذين كانوا يراقبونني ويقتربون مني. لفت انتباهي الخيام. لم تعد هذه هي نفس أنواع الخيام البسيطة التي رأيتها قبل بضعة أسابيع، ولكنها خيام كبيرة جدًا و واسعة ومقاومة ومثبتة جيدًا على الأرض، يمكن أن تقطن أربع أو خمس عائلات في خيمة واحدة وهي مجهزة بالعوازل فتقي من تسرب مياه الأمطار و من البرد. فهي تشبه الخيام الموجودة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين؟ هل سيستقر هؤلاء المهاجرون لسنوات في هنشير؟ ومن أعطاهم هذه الخيام؟ لماذا ؟ لقد لفت انتباهي أيضًا هذه الأغصان المتناثرة، وهي كثيرة جدًا، و هذه الأشجار الزياتين المكسرة وهذه الأوساخ و الفضلات المتراكمة، و…و..

أيقظتني من تأملاتي صرخات عنيفة. رفعت رأسي فقد كان مهاجر محاط بأفارقة غاضبين يخاطبني بلهجة حادة. ماذا يريد؟ لم أفهم شيئا.فهو لا يتحدث باللغة الإنجليزية ولا بالفرنسية. لكن من خلال حركاته وصرخات و إيماأت المهاجرين الآخرين، فهمت أنه يجب علي الخروج من أرضهم. غادرت المكان أمام تهديدهم. هل دخلت إلى أرضي و أرض أشقائي أم إلى أرضهم ؟ هل أنا الشخص الغريب الدخيل وهم أصحاب الأرض ؟ أصدقائي الأعزاء، ماذا علي أن أفعل؟ لقد طرقت كل الأبواب لإخراج من أرضي و أرض أشقائي هؤلاء الأفارقة و فشلت ! اليوم أشعر بالعجز، بالوحدة، و بالحيرة و بالخوف.
ارسلان بن فرحات

The post صفاقس: تعرض للطرد من أرضه وأرض أشقائه من قبل مهاجرين أفارقة appeared first on موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس.