المتمعن في قول الرسول الكريم ” استوصوا بالأسارى خيرا ” ، و قول الله تعالى : “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً “. تتبين له الحقوق التي كفلها الإسلام للأسير حقُّ الطعام والكسوة ، ولم يُعْرَف عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه أجبر أسيرًا على اعتناق الإسلام ، ومن ثم لما رأى بعض الأسرى تلك المعاملة من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دفعهم ذلك إلى اعتناق الإسلام ، وكان ذلك بعد إطلاق سراحهم ، كما فعل ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ ، وكذلك فعل الوليد بن أبي الوليد بعد أن افتداه أهله من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسلم ، فقيل له : لماذا أسلمت بعد الفداء ؟ ، فقال : حتى لا يظنَّ أحد أنما أسلمتُ من عَجْزِ الأسر ..

هذه المعاملة الإنسانية التى كفلها الإسلام ، تبنتها حركة حماس ، ولعل صور تسليم الأسرى وإبتساماتهم ووداعهم لعناصر المقاومة وخروجهم بمظهر لائق خير دليل، وصور أخرى ستبقى شاهدة على عدالة القضية وأخلاق صاحب الأرض، وكأننا بالمقاومة الفلسطينية البطلة هنا تعطى دروسا في الأخلاق للعالم أجمع، لتكشف عن الفرق بين أخلاقنا وأخلاقهم.

هذه المعاملة الإنسانية تتعارض تماما مع المعاملة الوحشية التي يتلقاها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، مرض، عجز ومعاناة بل هياكل عظمية جراء التعذيب والتجويع، فضلا عن فقدان بعضهم أطرافهم بسبب البقاء في القيود شهورًا طويلة، فيما خرج بعضهم وسط حالة نفسية منهارة.

هذا هو الفرق بين أخلاق من يحمل قضية ، من يدافع عن وطنه وعرضه ، وبين كيان دموي ، مغتصب للأرض والعرض.

أسامة.

The post أخلاقنا وأخلاقهم: “أرأيتم سجينًا يودع سجانه”. appeared first on موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس.