“لولا السّواد ما سطع نجمٌ ولا ظهر بدرٌ في السماء”، الأسود هو سيّد المكان، لون الغموض والعمق والحكمة والأناقة، لون راقٍ اختارت مؤسسة دار الكتب الوطنية أن تضفيه على السينوغرافيا الفنّيّة لمعرض “القرآن في عيون الآخرين”، معرضٌ يوثّق لأنماط مختلفة في قراءة القرآن واستخداماته في منطقة المغرب الكبير خلال العصور الحديثة.   منذ مدخل الرّواق الأوّل للمعرض يصل إلى مسامعك آياتٍ مرتّلةٍ من القرآن الكريم تتماشى مع سحر الألوان وقصص حوالي 80 مخطوطة تاريخية ووثيقة نادرة بعضها من مقتنيات مؤسسات تونسية وأخرى تعود إلى عدد من المتاحف العالمية تقدّم، بزخارفها الدقيقة وتذهيبها الفريد، رؤية ثقافية طموحة تعيد قراءة التاريخ من منظور مختلف ومتجدّد يرتكز على مقاربة بصرية متعدّدة تجمع بين الشاشات التفاعلية ومقاطع الفيديوهات الحيّة وخرائط رقمية تمكّن الزوار من الغوص في قلب هذا الاستكشاف التاريخي بطريقة ممتعة.   هذا المعرض، الذي انطلقت فعاليّاته في 15 فيفري 2025 ويتواصل إلى غاية 30 أفريل 2025. يُنتظم بالشراكة بين دار الكتب الوطنية والمعهد الوطني للتراث ومعهد البحوث المغاربية المعاصرة.   يمثل هذا المعرض المتنقل بين فيانا النمساوية ومدينة نانت الفرنسية وغرناطة الإسبانية، تتويجا لبرنامج بحثي طموح، بتمويل من المجلس الأوروبي للبحث العلمي تحت عنوان European Qur’an، ويهدف إلى البحث في منزلة القرآن ومكانة الإسلام في الفكر الفلسفي والديني والثقافي الأوروبي منذ القرون الوسطى.   يروي هذا المشروع المتميّز حركة تنقّل القرآن بين المغرب الكبير وأوروبا ويبيّن مدى تأثيره في الفكر الأوروبي على مر القرون؛ كما يحثّ الزوار على إعادة النظر في العلاقات بين أوروبا والعالم الإسلامي، من خلال إبراز التاريخ المتعدد الأوجه أي صعب التناول، للمبادلات الثقافية والفكرية والروحية التي ميزت هذه الديناميكية.   “القرآن في عيون الآخرين” عنوانٌ تخطّى الحدود التقليدية بين الشرق والغرب، إذ يعتبر دعوة للانفتاح والحوار بين الثقافات والتفكير في القيم المشتركة ولاكتشاف جوانب غير معروفة حول تداول القرآن والتأثير والتأثر بين الإسلام والفكر الأوروبي منذ العصور الوسطى إلى اليوم.  

The post معرض “القرآن في عيون الآخرين” يتخطى الحدود التقليدية ليتحوّل إلى دعوة للانفتاح على الثقافات والقيم المشتركة الأخرى appeared first on avant-premiere.