+ جولة الوداع لبلينكن وتلاشي آمال أوكرانيا في الانضمام للحلف قبل نهاية ولاية بايدن ..
+ مسؤول رفيع في الناتو: "لسنا طرفا في اتفاقية روما ولا موقف مشترك للحلف حول ملاحقة ناتنياهو وغالانت"
بروكسيل- اسيا العتروس- الصباح نيوز
قال مسؤول رفيع في الحلف الاطلسي خير عدم ذكر اسمه ان الحلف ليس طرفا في اتفاقية روما و لا موقف مشترك له حول ملاحقة ناتنياهو و غالانت...
وجاءت تصريح المسؤول في الناتو على هامش افتتاح أشغال وزراء خارجية الحلف الأطلسي المنعقد في العاصمة الأوروبية بروكسيل.
وكان المسؤول شدّد على انه لا دور للحلف الاطلسي في الشرق الاوسط وأن الحلف يتجه الى تنشيط الدبلوماسية العامة مع دول الجنوب للحلف لمواجهة ما وصفه بالتمدد الروسي والصيني في المتوسط وافريقيا .
وافتتح الأمين العام للحلف الاطلسي مايكل روتيه الوافد الجديد للحلف الذي خلف ستولنبورغ الشهر الماضي الثلاثاء أول اجتماع له لوزراء خارجية الحلف واخر اجتماع قبل نهاية العام الحالي، وقبل تولي الرئيس بايدن مهامه و اجتماع بروكسيل الذي يستمر على مدى يومين سيكون اخر مشاركة ايضا لوزير الخارجية الامريكي بلينكن الذي فشل في وضع حد للحرب الروسية الاوكرانية والحرب الاسرائيلية في غزة .
ويأتي الاجتماع على وقع تواتر الاحداث من اكرانيا الى جورجيا والشرق الاوسط وكانت الكلمة الاكثر تكرارا في تصريحات الامين العام في اليوم الاول لهذا الاجتماع الذي يستمر على مدى يومين هي "الانشغال والانشغال الشديد بما يجري"..
كثيرة هي الملفات المطروحة على اجتماع لوزراء خارجية الحلف الاطلسي بدءا من الحرب الروسية الاوكرانية مرورا بالحرب المفتوحة في غزة ولبنان وما يجري في سوريا فضلا عن قضايا المخاطر السيبيريانية والذكاء الاصطناعي والحرب التجارية ..
الأكيد أن القارة الافريقية ومنطقة المتوسط لهما حضور مهم في هذا اللقاء لتصويب وجهة منظار الناتو الى الحوار الأطلسي المتوسطي بعد ثلاثين عاما على اطلاقه، ولكن ايضا مع تحديد قادة الناتو للتحدي الامني الاكبر له ممثلا في الخطر الصيني الروسي الايراني الكوري الشمالي..
ماذا وراء حضور ملك الاردن ؟
لاول مرة تجري هذه الاشغال بحضور العاهل الاردني الملك عبد الله، رغم أنه سبق لملك الأردن زيارة مقر الحلف في مناسبات سابقة، وتثير مشاركة العاهل الأردني اجتماع وزراء خارجية الحلف الاطلسي الكثير من التساؤلات بشأن دور الأردن في مختلف الصراعات التي تعيش على وقعها المنطقة.
وقال الامين العام للحلف الاطلسي ان مشاركة العاهل الأردني تشكل علامة فارقة في العلاقات مع الاردن أحد أهم الشركاء في منطقة الشرق الاوسط ، علما أن الاردن يستعد لافتتاح أول مكتب للحلف الاطلسي في المنطقة. وقال مارك روته، إن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني سيشارك في اجتماعات الثلاثاء، لإطلاع الدول الأعضاء على تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
و أضاف خلال لقاء صحفي: " لقد كان الملك ضيفًا على الناتو مرات عديدة، لكن هذه المرة الأولى التي يشارك فيها في اجتماع لوزراء خارجية الناتو".
وتابع "يعدّ الأردن أحد أهم شركاء الناتو في الشرق الأوسط، وسنفتتح قريبًا مكتب الاتصال التابع للناتو في المنطقة خلال الشهر المقبل، وهي خطوة مهمة لتعزيز علاقاتنا العميقة مع المنطقة. سنناقش الصراع الجاري في الشرق الأوسط وتأثيره في الأمن في منطقة الأطلسي الأوروبي".
وأكد روته أن وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيغا، سينضم إلى عشاء العمل مساء الثلاثاء، وكذلك ممثلة الاتحاد الأوروبي الجديدة كايا كالاس، لأن الناتو والاتحاد الأوروبي يجب أن يعملا معًا بشكل وثيق لدعم أوكرانيا. وأضاف الامين العام للحلف الاطلسي ان "بوتين بصدد اختبار قدراتنا وهو يصعّد من خطابه وأفعاله المتهورة، ويستخدم أوكرانيا أرضَ اختبارٍ للصواريخ التجريبية، كما ينشر جنودًا من كوريا الشمالية في هذه الحرب غير القانونية."
40 مليار يورو لأوكرانيا
وشدد على أن "بوتين ليس مهتما بالسلام. إنه يواصل محاولاته للسيطرة على المزيد من الأراضي لأنه يعتقد أنه يستطيع كسر عزيمة أوكرانيا وعزيمتنا، لكنه مخطئ. لأوكرانيا الحق في الدفاع عن نفسها، وعلينا واجب مساعدتها، لذلك يجب أن نستمر في دعمنا الثابت". وبخصوص الدعم المالي لأوكرانيا، قال أمين عام الحلف، إن دول الناتو وافقت في واشنطن على تعهد مالي بقيمة 40 مليار يورو كمساعدة عسكرية لهذا العام، "ونحن ملتزمون بهذا التعهد. وأنا أرحب بشدة بالإعلانات الأخيرة عن المزيد من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة وألمانيا والسويد وإستونيا وليتوانيا والنرويج".
وأعلن روته أن الحلف "بصدد إنشاء مقر قيادة جديد للناتو في لشبونة لتنسيق المساعدات الأمنية والتدريب لأوكرانيا. هذا يجعل دعمنا أكثر ثباتًا واستدامة. ولكن سيتعين علينا جميعًا القيام بالمزيد، خاصة الآن. فكلما كان دعمنا العسكري أقوى لأوكرانيا الآن، كانت أيديها أقوى على طاولة المفاوضات، وكلما أمكننا إنهاء العدوان الروسي في أوكرانيا بشكل أسرع".
واذا كانت المعلومات شحيحة حول أهداف مشاركة ملك الاردن في هذه الدورة، فان الواضح أن اهتمام الناتو يتجه و بالاضافة الى الحرب المستمرة في أوكرانيا بعد أكثر من ألف يوم الى حرب الابادة المستمرة في غزة الى اتفاق وقف اطلاق النار المهدد بالانهيار بين اسرائيل وحزب الله ولكن ايضا الى ما يجري في سوريا بعد سيطرة جماعات مسلحة مدرجة على القائمة السوداء ومصنفة بالارهابية من السيطرة على مدينة حلب ..–
الناتو وروسيا والصين.. حكاية صراع طويل
وفي وقت سابق كشف مسؤول في الحلف الاطلسي أن "روسيا تمثل خطرا قائما وأن روسيا تريد اقناع الجميع بانها تتعرض للتهميش من طرف الغرب ".
وأضاف المسؤول على هامش اجتماع وزراء خارجية الحلف في بروكسيل "ان الصين تبقى نقطة استفهام كبيرة والسؤال لماذا تسعى الصين الى تطوير قدراتها العسكرية بهذه السرعة وهذا الامر يضعنا أمام الكثير من التحديات ".
من جانب اخر شدد مسؤول رفيع في الناتو خير عدم ذكر اسمه أن الصين تشكل مصدر انشغال كبير للحلف وانها الى جانب روسيا منافس وخطر لنا، وقال ان حضور روسيا في عديد المناطق في المتوسط و في افريقيا في تزايد و تأثير روسيا يتفاقم وهذا يشكل تحديا كبيرا للناتو شأنه في ذلك شأن الصين و نحن نبحث كيف يمكن احتواء ذلك ".
المسؤول ذاته اعتبر ان الناتو ليس له أي دور في منطقة الشرق الأوسط، وانه ليس جزءا من اتفاقية روما وبالتالي ليس له أي موقف موحد من قرار الجنائية الدولية بشأن اعتقال ناتنياهو و غالانت ". وقال "نعم نحن منشغلون بانتشار القوات الروسية في المنطقة في اشارة الى سوريا.
بلينكن ورحلة الوداع
وزيرالخارجية الامريكي بلينكن في اجتماع بروكسيل سيكون الاخير قبل أن تتولى ادارة ترامب في العشرين من جانفي القادم المهمة، ومن المنتظر أن يزور بلينكن مالطا الى جانب بروكسيل في اخر مهمة له و ذلك في اطار تعميق التوجه لتعميق التعاون مع شركاء حلف شمال الأطلسي الجنوبيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الساحل، والتحضير للقمة القادمة في لاهاي.
هاجس الامن الاوروبي
وقبل بروكسيل اتجه بلينكن الى مالطا حيث شارك في الاجتماع الوزاري الحادي والثلاثين لمجلس وزراء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لمراجعة الوضع الأمني في المنطقة الأوروبية الأطلسية ومنطقة أوراسيا وتقييم عمل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وياتي اجتماع وزراء خارجية الناتو على وقع التصعيد الحاصل في أوكرانيا، الذي يعتبر الأكبر منذ بدء الحرب مع روسيا في فيفري 2022.
وينعقد على هامش لقاء وزراء الخارجية للحلف اجتماع مجلس الناتو بحضور وزير الخارجية الاوكراني اندري سيسبها الذي تلاشت اماله في انضمام بلاده الى الحلف في اخر عهد بايدن فيما تظل دعوة زيلنسكي لضم اوكرانيا الى الناتو بلا أفق حتى هذه المرحلة.
وكما في مختلف اجتماعات الناتو منذ بدء الحرب الروسية الاوكرانية تبقى أوكرانيا على رأس اهتمامات أجندا الحلف الى جانب التقارب الروسي الصيني الايراني الكوري الشمالي الذي لا ينظر اليه الحلف بعين الرضا خاصة بعد إطلاق روسيا صاروخ باليستي فرط صوتي على أوكرانيا.
كما يتزامن اجتماع المجلس الاطلسي الاوكراني مع تقدم القوات الروسية غير المسبوق في اوكرانيا منذ 2022. يذكر أن مجلس الناتو- أوكرانيا تأسس في 2023 بهدف تسهيل الحوار بين أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي.
واستبق زير الخارجية الأوكراني أندري سيبيسا لقاء بروكسيل بالاعلان على "أن أوكرانيا تنتظر قرارات ملموسة ومهمة" ضد روسيا بعد اجتماعها مع دول حلف شمال الأطلسي.
وسبق للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن اعتبر أن الدعوة للانضمام إلى حلف الناتو "ضرورية لحماية أمن بلاده، كما أشار إلى أن الوقت لا يزال متاحا أمام الولايات المتحدة لإقناع ما أسماهم "المترددين" في القارة الأوروبية بضرورة دعوة كييف للانضمام إلى الناتو، موضحا أن أي دعوة للانضمام إلى الحلف يجب أن تنطبق على جميع أراضي أوكرانيا، لكنه أقر بأن المظلة الدفاعية لحلف شمال الأطلسي "لا يمكن أن تنطبق على الأجزاء المحتلة من أوكرانيا في ظل استمرار الحرب مع روسيا، وأن عرض يتعلق بعضوية الناتو يجب أن يكون لأوكرانيا بكاملها".
ترمب على الخط
وفيما تتطلع انظار وزراء خارجية الحلف الاطلسي الى ما سيكون عليه موقف ترامب العائد الى البيت الابيض من الحرب في اوكرانيا و تطورات الصراع في الشرق الاوسط من غزة و لبنان و سوريا، يواصل وزير الخارجية الامريكي بلينكن اخر اجتماع له لوزراء خارجية الناتو دون أن يحقق اختراقا يذكر في مختلف الصراعات الدموي بما في ذلك حرب الابادة المستمرة في غزة و الجبهة الجديدة في سوريا مع تمكن جماعات مسلحة مصنفة ارهابية من السيطرة على مدينة حلب السورية .يأتي ذلك فيما حذر الرئيس المنتخب دونالد ترامب حماس بفتح أبواب الجحيم اذا لم يتم الإفراج عن الرهائن في غزة قبل موعد تنصيبه في ال20 من جانفي.
وكانت إدارة بايدن رفعت القيود التي كانت تمنع أوكرانيا من استخدام الأسلحة التي تزودها بها واشنطن لضرب عمق الأراضي الروسية.
ويمثل هذا القرار تغييرا كبيرا في السياسة الأمريكية في الصراع بين أوكرانيا وروسيا تسبق تسليم الرئاسة لدونالد ترامب الذي يرفض استمرار تمويل واشنطن لعمليات الحلف . ومن غير المتوقع أن تحظى اوكرانيا في اختتام اشغال اجتماعات وزراء خارجية الناتو بتحقيق هدفها في الانضمام الى حلف الناتو .. وحسب مسؤول رفيع للناتو فان الامر قد يترك للادارة القادمة بعد تولي ادارة ترامب مهامها ...