في وطن تتصارع فيه المدافع وتتصاعد فيه ألسنة اللهب، تظل أصوات الموسيقى ونغماتها حاضرة، كفنٍ، وكصراعٍ من أجل البقاء. في شوارع الخرطوم وأزقتها المهجورة وفي المخيمات المكتظة بالفارين، وحتى بالمنافي، تتردد ألحان الحنين والصمود. أغنيات مثل "أوضيتي في الجزيرة" لإيمان الشريف، "خيوط العنكبوت" لفدوى فريد" و"صباح انتباهك" لود الزين، التي تحولت لترند بوسائل التواصل الاجتماعي، محققة مشاهدات مليونية، لم تعد مجرد أغنيات عابرة، بل صرخات تجسّد آلام وأحلام شعب بأكمله.ففي مواجهة الموت والنزوح، تحولت الموسيقى السودانية إلى سجل يوثق الخوف والأمل. وتجاوزت خانة التسلية أو التعبير الفني، لتصبح مرآة حقيقية تعكس الألم الجماعي والتقلبات السياسية والاجتماعية.كيف تطورت الأغاني السودانية في ظل النزاع الراهن؟ وما هو دورها في صياغة الوعي الجماعي أو حتى توجيه مسار الأحداث؟ هل يمكن أن تكون الموسيقى عاملًا يوحّد السودانيين في مواجهة التشظي والانقسام؟الموسيقى السودانية.. بين الإرث الثقافي والتحولات السياسيةلعبت الموسيقى السودانية عبر التاريخ دورًا محوريًا في تشكيل الهوية الوطنية وتوثيق الأحداث السياسية. فمن أغاني "أنا