في السودان، حيث تُخرس القذائف صرخات البشر، تتكشف مأساة غير مرئية، معاناة نفسية تكتم أنفاس الملايين، ولا تجد لها صدى أو ملاذًا. إنها أزمة تتجاوز أرقام الضحايا وأطلال المدن لتصبح مرآة مأساوية لأرواح مثقلة بعبء الحرب.طبيب نفسي لكل 2.5 مليون شخصومع تفاقم هذه المأساة، تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن السودان يملك طبيبًا نفسيًا واحدًا فقط لكل 2.5 مليون شخص، في وقت تعاني فيه البلاد من نقص حاد في عدد الأطباء النفسيين بسبب الهجرة والنزوح. في ظل هذه الظروف القاسية، يبقى السؤال الأهم: كيف يصبح الوضع بالنسبة لأولئك الذين يعانون من صدمات نفسية عميقة؟ كيف يمكنهم الحصول على الدعم في وقت تكاد الخدمات الطبية النفسية أن تكون غير موجودة؟أزمة نفسية توازي الحربوتتجلى هذه المعاناة في العديد من القصص الحية التي توضح حجم الأزمة. ففي مدينة كسلا بشرق السودان، تم رصد حادثة مؤلمة لرجل في حالة اضطراب نفسي شديد، يقف وسط الشارع، يهشم السيارات في تعبير يائس عن الألم الذي يعتصره. هذا المشهد ليس حادثًا عابرًا، بل هو جزء من معاناة متواصلة لآلاف السودانيين الذين أصبحوا أسرى الضغوط النفسية جراء النزوح المستمر